فى ظلال الحب



إِنّ فِىْ الْنَفْسِ شُعُوْراً لوْ بَدَاْ**** بَاْتَ لِلْعَيْنِ سِرَاْجاً تَوَقْدَاْ
يَسكُنُ الْقَلْبَ فَيَشْعُ الْدُرَرْ *****مِثْلَ نَجْمٍ يَشْعُ نُوْراً تَفَرْدا
مِلَأَ الْرُوْحِ جَلَالاً لما ********أَصْبَحَ الْحُبُ سَبِيْلاً مُؤَكْدا
رَاْحَ يُضْفِىْ سُمُواً قَدْ عَلَاْ ** فِىْ سَمَاْءِ الْحُبِ ذِكْراً ممجّداَ
فَتَرَىْ الْكَوْنَ بِقْدْرِ الْسَمَاْ *****وَبِقْدْرِ الْأَرْضِ يَزْدَدْ تَمَدُّدا
وهنيْئاً لقلوبٍ روتْهَا ***********جنان المحبة إرتواءاَ
أنبتت حولها حقولا *********خصيبة وحدائق غناءا
زانها العشق كشمسٍ الضّحى** نسجت أنوارها عسجدا
شعشعت بين رباها زهورٍ ***تبُثّّ بتيجان من النّدى
أزهرت بين بساتينها حور****** عينٍ وظلالاً مُمَدْدَا
مثل نجوم بلغت للعلا منزلاً***** نالت بها الجوّزاءاَ
ما أعظم روحين يعتليان*****عرش المحبة إعتلاءا
فتراهم أيان حلوا يرفعون****لها راية علوية شمّاءا
وحبُ الله يرتسم على ******وجوههم نورا وضياءا
ترفرف حولهم الملائكة *****فتشيع بهجة وصفاءا
تترقرق قلوبهم كالمزن***** يترقرق طهرا ونقاءا
كإبتسامة طفل بأسمى *****معانى البراءة  تجسدا
حبّذا القلبُ يعشْشُ الهوى***فى ضلوْعهْ زمناً قد خُلِّدا
عاش دهراً وسمات الوله ***بين خدٍّ كالورودِ تورّدا
فتراها تشع بريقا فى ***العيون كأنها تكتحل الأثْمدا
يرتسم فى محياه ثغر ******أضحى كاللآليء منضدّا
أو لسانٌ ينسال عذوبة ******وكأن به يقطر الشهدا
صاغ من معانيه تيجان****** تتلألأ ماسا وزمردا
وكأنّ المحبَة جوهرةٌ ***تتوسط التيجان والقلائدا
نظمت مخايل الحسن بين*** ثناياها درراً وفرائدا
ملكت قلوب البشر ****فغدت للعالمين عُرفا سائدا
أذابت قلوبهم كما يذيب ****الماء صخورا جلامدا
قد تزول عروش ويبقى *****عرش المحبة خالدا
كم من العهود إنقضت ****فأضحت حُطاماً بائدا
ويبقى عهد المحبة على ****الدوام جبلا صامدا
يضفى على الأرض ****علوا ويفترش الوسائدا
أنبتت حولها خمائلاً**** ظليلة وأنهارا وروافدا
نظمت جداولها وسواقيها ***الديباج والقصائدا
لقلب يرجو أن يقيم فى ***محراب الحب عابدا
تلك غايته التى جمع ***حولها الكرام الأماجدا
فجعلها بابا للوصال ***بين الورى لن يُوصدا
جاوز سقف السماء ***فلم يعرف لمحبته حدا
ورسم على قلبه دربا ****طويلا واسع المدى
ليكون للعشاق معبراً ***يسيرا وسبيلا ممهدا
مهما لاقى من الجوى**** أرقا ودمعا وسهدا
جعل فؤاده الجريح ****قَبْلة للأحباب ومعبدا
ذاك فؤاد بكل معانى ****النبل والكمال تَغَمدَا
كأم تمُد فى كل صنوف ***البذل والعطاء يدا
فأضحى للأحباب ****رسولا هاديا ومرشدا
إن المحبة نبراسا*** لقلب عاثر فقد الهدى
وما ضاع عمرا عاش ***على الحب سٌدى
فالمحبة تنعش فى ***القلوب شبابا تجددا
فهى كنز للعالمين**** لن يزول ولن يفندا
وجنة تغدق نعيما ***موسرا وعيشا رغدا
وقمر إكتمل بدرا لينير*** فى ظلمة الدجى
وشمس أعقبت سطوعا*** بعد ليل سجى
تشع ونور الأمل قد *** أوقد العزم وأججا
لقلب إعتلى عرش **المحبة أميرا متوجا
تغمره بعطر هوائها**** الأثيري فيبتهجا
فينطفئ بالعشق جمر*** صدره وُينثلجا
كم روح تعست ولم*** ترى للحب مشهدا
سادها ظلام أضاع*** زهرة عمرها وبددا
تاهت فى سراب ****عبث بقلبها وعربدا
كوجه السماء حين **تراها بالغيوم تلبُّدا
ضاع شبابها وليس*** لها حبيبا أو ولدا
لم تذق نشوة الحب ***فبلى الفؤاد وصدا
فاغتدى الكون فى ****عينيها ليلا سرمدا
لم ترى من قوس ****قزح إلا لونا أسودا
جالت فى غيهب ***الظلام وحدةً وتشرُّدا
كجرمٍ سماوي ضاع*** فى الفضا وأُفقدا
أى قلب ذاك الذى ***جافى الحُب وتمرّدا ؟
فأضحى رهيناً للظلمتين*** وأسيرا مقيدا
وذاق من صنوف العناء***مشقةً وتكبّدا
حطّم زهرة شبابه **ومات حسرة وتكمّدا
كبحر تلاطمت أمواجه*** ثم أخلفت زبدا
فلتحيها يا حب آمال ***النفوس وتجددا
ولتجعل الطريق إليه **بين الأنام مُعبّدا
لنعش لله أحبابا تقتسم **للمحبة موعدا
تتعانق الأرواح كحمامٍ ***ٍيرفرف مُغردا
يردد فى السماء تراتيلَ** المحبةِ مُنشدا
للورى نداءَ الحب ***فتُرى من يلبى الندا
قد آن للأرواح أن ***ترتوى حبا وتودُّدا
ليروى ظمأ القلوب ***ويُوردها الموردا
أعظم بروح تكون ***لغيرها جندا مُجندا
فتضع عهدا المحبة ***بين أضلعها أمدا
علقته بجدران قلبها ****عهدا يدوم أبدا
فيسمو الحب بين **المشاعر ملكا وسيدا

سارة الشيخ
17/11/2012















تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من كتاب مملكة العشق